Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog



Dans ce bled semi-aride, à la sebkha de zima, l'oiseau, vient admirer le paysage et vivre la tranquilité que lui offrent ces saisons pluvieuses de chemaia.
Quelle tranquilité!! se dit le flamant rose...
*******
***
*



tel un dromadaire

joyeux et solitaire
tel un martinet
léger et fasciné
par les hauteurs
les profondeurs
et que d'amour!!!
l'amour est art
l'art est folie
0670676977/0664118205
 


raffraichissez vous !! ;-)



Recherche

Archives

28 décembre 2009 1 28 /12 /décembre /2009 02:07

 من نكد الدنيا على الحر ،أن يكبر في زمن ما يفتأ يصغر ...زمن يبخس فيه الكتاب يعلى الجلباب...زمن" تتبهدل" فيه المعاني وتعلى فيه الأواني...والكتاب خير جليس


نص قصصي:

كبوة احساس وفوكو بدرهمين!

[إلى: عزيزي "غسان"]

حملت "الكفة" التي كانت تبتلع بضعة كتب ومجلات...

حاجتي للنقود، وكبوة إحساس قاداني إلى ارتكاب هذه الفظاعة! في الطريق كنت أسمع أنينا ينبعث من "الكفة" وربما من مكان حقيقي في تلك الأزقة الضيقة التي اخترقتها ويخترقها الفقر..

في السويقة، كانت نثانة الفضاء تتصالح مع اصوات الباعة:
"من يذكر السويقة ولايتذكر هذا الوجه الذي أضحك كل من حضر إليه وجدب كل من سمع عنه فهل تعرف من يكون؟ "

rbiyeb.jpg
إنه الربيّبْ

"سرديل آسفي..كول بلاش..ميكا...ديطاي..خود النعناع..هالقزبر فرشك..خود ليك شي لحيمات بيبي..شوف شي بياسة نتفاهم معاك...الدلاح،بطاطة!"

أتوقف في فسحة ضيقة، قرب بائع خردة للأدوات المستعملة: قناني..أشرطة بنوعيها..أقفال...! أخرج بقايا جرائد، أفرشها..أضع فوقها قطع حجر، ثم أصفف المجلات والكتب بعناية، على اليمين قبالة المارة، أضع كتب: أسطورة الإطار، أوهام النخبة، شعرية الفضاء، الفضاء الروائي (بالفرنسية) الكلمات والأشياء (بالفرنسية) ونهاية التاريخ.

وعلى اليسار، قبالة المارة، أضع مجلات: علامات في النقد (عددان)، المناظرة، العرب والفكر العالمي، الفكر العربي المعاصر، البيان، الثقافة المغربية...

وبينها أضع بضع روايات: عائدا على حيفا، أم سعد، ثرثرة فوق النيل، مدن الملح (التيه) كائن لا تحتمل خفته... !

كبوة الإحساس تجعلني لا أحس بأدنى حرج، أحرك المطبوعات كما يحرك بائع الخردة أقفاله وقنانيه... وهو أيضا يعرضها بعناية..(على فكرة: عناية اسم امرأة!) يمر الناس في كل الاتجاهات.يساومون جاري صاحب الخردة، يتوقفون عند بائع كراسي مستعملة، يعودون محملين بالسردين والخضر...وأشياء أخرى..ولكن لا أحد يساومني! تمر جماعة من أطفال المدارس، يقلبون المجلات...ربما بحثا عن صور..يصدمون، ولا صورة باستثناء لوحات، أكيد لا تعني لهم شيئا..

وأنتبه إلى أن معظم ما أقتنيه من مطبوعات يفتقر للصور! لماذا؟..لا ادري!

يتوقف مدرس أعرفه، كان لا يبرح كرسيه داخل الفصل، ويتكلم بدون أن يعنيه هل تسمعه أم لا! يتصفح "الكلمات والأشياء" لا يكلمني إطلاقا، ثم ينصرف..يتوقف عند بائعة "لقفولة" (3) يفاوضه على "بزكارة" وبضعة مسامير..أتساءل ما العلاقة بين "فوكو" وهذه الخردة؟! يشتري الصفقة ويعود إلي:

-         بشحال هاذ الكتيب؟

-         عشرين درهم..

-         بزاف..شي جوج دراهم!

-         آخر ثمن..

-         مالك عندك لفترينة؟!

وينصرف، تتوقف جماعة من تلاميذ الثانوية، ويشرعون في تصفح المطبوعات، أحدهم ذكرني بتلميذ "شفار" كان متخصصا في السطو على كتب زملائه أو كتب الخزانة المدرسية، استنفرت نظري، وانتظرت الطوارئ، لكنهم انسحبوا بسلام، باستثناء واحد سألني عن "فوكو":

-         هل هو روائي؟ فقلت له: إنه فيلسوف ومفكر فرنسي كبير.."وانسحب..

كانت الشمس تحرق المكان، أخرجت قنينة البلاستيك من القفة وشربت جرعتين كبيرتين، وتنفست كالمخنوق المنعتق توا! وجه المطبوعات يأكله الغبار و أشعة الشمس الحارقة! انتبهت على صوت بائع الخردة  يمد إلي يده بكوب شاي ساخن...تناولته شاكرا...وعرضت عليه شربة ماء، قبلها بدون تردد، لا أعرفه و لا يعرفني، ربما الكثيرون لم يعودوا يعرفونني لا يهم...احتاج لمائتي درهم لأسافر خلال الأسبوع المقبل لعلي أوفق في اجتياز تلك المباراة..ولا درهم حتى الآن.."فوكو" لا يساوي أكثر من درهمين، وقد اشتريته بمائة وخمس فرنكات فرنسية!

ساومني عابر على مجلة "العرب و الفكر العالمي" قال انه عدد مهم، ولكنه لم يدفع سوى "ثلاث دراهم" بدعوى أن الغلاف مقطع! وفعلا أنا لم أشتريها سوى بأربعة دراهم، وقطعت جزءا من الغلاف لأنه كان متسخا...ولكن حكاية هذا العدد الصادر مند سنوات، أنني اشتريته فور نزوله، لكنني أعرته لطائش ضيعه! قل سرقه مني عنوة ! فافتقدته(العدد طبعا!) وبحثت عنه طيلة سبع سنوات  وحين حصلت عليه بذلك الثمن الزهيد فوجئت (كنت مستعدا لدفع ثمنه الحقيقي لو طلب مني ذلك وبدون تردد!) لأنه يحتوي على محور مهم، وخاصة أن كتاب العدد هو: كونديرا محاورا ذاته..ويمكن القارئ من معرفة مستجدات الراوية في الغرب من وجهة نظر احد أهم روائيي ذلك الزمن: ميلان كونديرا...

فكرت في كل هذا، وقلت بعضا منه للمساوم، لكنه انسحب، بدأ موعد الغذاء يقترب، عرض علي بائع الخردة أن نتغذى بالسردين، فوافقت فورا...

بعد الواحدة خفت الحركة، فانتهزنا الفرصة للغذاء...كانت روائح السردين شهية، غطت على روائح النثانة...وكان طعم الشاي المنعنع لذيذا..

عدت إلى موقعي، فوكو عطشان، وكونديرا أصابته"الشقيقة"! نجيب محفوظ يجثر ثرثرته في السويقة "الخانزة" (5)! أما غسان كنفاني-رحمة الله عليه- فيصرخ"هذا ما تبقى لنا"!

أنا الآن بعيدا عن السويقة، أبحث عن نسخ أخرى لتلك المجلات و الكتب و الروايات التي بعتها ذلك اليوم لشخص واحد..ناقشنا طويلا أهمية الكتابة و القراءة، وعرف ضائقتي المالية،فأنقذ كتبي من أيد ضالة، ووعدني بأن يردها إلي إذا رغبت في ذلك، بعد أن ترك لي عنوانه..أنا متردد في الاتصال..وحتى إذا اتصلت به  فسأكتفي بشكره..وإذا طمعت في مطبوع مفقود فإني سأنسخه، فهو أحق بالنسخة الأصلية،أما أنا فقد كنت ضحية حاجتي للنقود و كبوة إحساس عابرة!

 

هوامش:

1)- الكفة:القفة.

2)-أصوات الباعة: تنادي بيع السردينوأكياس البلاستيكو السجائر، بالتقسيط و لحم الديك الرومي..الخ

3)-القفولة : الأقفال

4)-شفار:لص

5)- الخانزة:النثنة

                                                                                                           عبد الجليل لعميري                                                                   

*****
***
*
العطاربائع متجول كان يستعمل بهيمته لنقل حاجيات الأهل الخاصة نوعا ما من أدوات تجميل وعطر ومرايا والمسكوت عنه...ولا مفر من ذكر الفقيه عند ذكر العطار والعكس صحيح...وكان يتنقل بين الدواوير ممتطيا صهوة حماره ...ولا يزال العطار الى يومنا هذا لكنه أصبح يستعمل عربة يجرها حمار



العطــار!


"ها...را..ريت...ها..را..ريت"

 (أو... هل رأيت)

نداء العطار الذي تنتظره نساء الدوار، وتشتقن إليه، بعد غياب دام شهورا..ها هن يحتجن إلى "العكر الفاسي و الحرگوص و المشطة گرن و القرنفل البلدي (1)...و "ها ذاك الشي لي ما تكلمناش عليه"! تقول المتزوجات، متضاحكات! و تجيبهن العازبات:"راه معروف..وخا أحنا ما كنحتاجوهش"

أعلن "عمي علي" العطار حربه الضروس على "الدهر" هذا يفسد، وعمي علي يصلح..والغلبة: انتم تعرفونها!

حين يغرق عمي علي بقبعته"التارازة" وسط نساء الدوار، يتضاحك الرجال، وهم يجالسون الفقيه قرب "الجامع" و يقول أحدهم: العطار أمان! ويغمز آخر:الله يحفظ من الفقيه! والكل يعرف حكاية الفقيه مع بعض مريضات بالصرع!

في تلك الليلة نام العطار –باذن من الفقيه-في الجامع، وكان يسترجع أيام شبايه ومغامراته، ويستغفر الله..لكنه يهرب من تذكر لحظة وقوعه من حصانه-كان مولعا بركوب الخيل-و إصابته في ظهره و حجره يتذكر وجوه نساء الدواوير وجها بوجه..بالأسماء و الملامح..ويخاف أن يضبطه الفقيه وهو يدنس أرض المسجد!لكنه يتضاحك"و الفقيه ما خطاتو بركة!"

وفي نفس الليلة تكون النساء في نسخة منقحة ومزيدة" و الرجال يستعملون"ذاك الشي لي ما تكلموش عليه" عشوب الفحولة!

"وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟!"

ظهره خانه؟كانت الإصابة دامية و العملية غير دقيقة..لذلك فقد "عمي علي" فحولته..فخاصم الاستقرار؟ وقرر أن يجول الدنيا:"ها...را..رايت" ليبيع الفرح، ويعانق الذكريات الهاربة في عتمة اليالي الطويلة:"ها..را..رايت"هو لايرى ..وانما يرى..هو ودع السعادة..ولكنه يبيع مشتقاتها...

في الصباح تتهاطل ألوان من الفطورعلى الجامع، يغمغم الفقيه ثم يفصح:"ياريت تبقى معانا " أعمي علي" ..حتى نشوفو هذا الفطور كل نهار.."

يجامله العطار "هذا من فضل خيرك آلفقيه"! المنفعة واحدة، انا نبيع البخور وأنت تسبب! وفطور مزيان كل ثلاثة أشهر ما يساوي فطورات كل نهار و الدوام أمولاي هذا" !

لعل الفقيه يحس بمنافسة العطار، ولكنه لا يعتبرها مهددة لمصالحه..ومع ذلك يمعن في سخرية منه: "هل يصلح العطار ما أفسده الدهر "!؟

-أسي الفقيه كان من الأحسن يقولوا:"ما أفسده الفقيه"!؟قالها العطار متضاحكا وهو يختم رده على الفقيه ...قبلها الفقيه، لانه مطلع على ملفات الفساد في الدوار يعرف العلاقات السرية لنسائه وشبابه وكهوله ...ويعرف أمراض نسائه ورجاله...ويعرف العاقرات و الولودات، بل ويعرف حتى أشكال الشذوذ المنتشرة في الدوار! هو يعدد هذه الاشياء و يكتب عنها عبارات غامضة في أحد الدفاتر المدرسة"مثلا الحاج (ع) سهم بالاحمر.زوجة ابنه (العامل بالخارج) ...هل فهمتم؟! !

الفقيه يخاف رجال الدوار، لذلك فهو لا يثق بهم،  ولا يشركهم في هذه الأسرار الحميمية،(له تجارب سابق بدواوير أخرى استفاد منها!)

لذلك كان العطار هو الشخص المناسب لحمل أسراره، فهو مرح وطيب، وغير مستقر...و لهذا كان يشركه في الكثير من أسراره...ويتعاطف معه في محنته!

في كل دوار فقيه...وفساد...ونساء محتاجات للعطار، ورجال محتاجين للفحولة...ولكن عطار واحد لكل هذه الدواوير  وهذا الفساد وهذا الدهر...لا يكفي تتعب الدروب  المترتبة"عمي علي وتنقضي " عطارته"و لا تنتهي مقالب الدهر..هذا مالوف في حياة العطار...لكن الجديد هذه المرة مصادفته "لموسم الخواض" كما يسميه ..إجراء الانتخابات ..وهو له ما تيسر من التعليم ، الذي يمكنه من متابعة مجاريات الأمور.

انه يعتبر "موسم الخواض" من تدبير هذا الدهر..الذي يفسد كل شيء..لكن"الدهر هنا يصبح شخصا ذا نفوذ ومال ، يبعث بمصير بلاده، ويشتري دم أهلها..

"وهل يصلح المرشح ما أفسده الدهر؟" يغمغم"عمي علي"..مزيحا عنه السؤال التهمة!* الذي يحاصره في كل الأماكن

..رحل عمي علي "..مند سنوات...وتغيرت عادات نساء البادية، ولكن السؤال ظل معلقا:

"هل يصلح العطار...ما أفسده الدهر؟؟! "

                                                                             عبد الجليل لعميري

Partager cet article
Repost0

commentaires